موضوع وبحث شامل عن البطالة بالمصادر العلمية

المقدمه

الحمد الله الذي أتم علي نعمته، ووفقي الى اتمام هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، بعنوان" البطاله" تعد البطالة من المشاكل التي تؤرق الكثير من الدول، ويختلف حجمها من دولةٍ لأخرى تبعاً للخطط الاقتصادية فيها ومدى توفر فرص العمل، حيث تشير الدراسات إلى وجود الملايين من العاطلين عن العمل في أرجاء الوطن العربي، ولهذه البطالة الكثير من الآثار السلبية على الفرد وعلى المجتمع ككل؛ لأنّها تتفشى غالباً بين الأفراد الذين في سن العمل والقادرين عليه ممّّا يجعلهم يوجهون طاقاتهم وقدراتهم إلى مجالاتٍ أخرى غير جيدةٍ، كما أنّها تؤخر عجلة النمو والتطور داخل الدولة، وتؤدي إلى ظهور الكثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية.
البطالة مشكلة اقتصادية، كما هي مشكلة نفسية، واجتماعية، وأمنية، وسياسية. وجيل الشباب هو جيل العمل والانتاج، لأنه جيل القوة والطاقة والمهارة والخبرة. و إن تعطيل تلك الطاقة الجسدية بسبب الفراغ، لاسيما بين الشباب، يؤدي الى أن ترتد عليه تلك الطاقة لتهدمه نفسياً مسببة له مشاكل كثيرة .
وتتحول البطالة في كثير من بلدان العالم الى مشاكل أساسية معقّّدة، ربما أطاحت ببعض الحكومات، فحالات التظاهر والعنف والانتقام توجه ضد الحكام وأصحاب رؤوس المال فهم المسؤولون في نظر العاطلين عن مشكلة البطالة. وتؤكد الاحصاءات أّنّ هناك عشرات الملايين من العاطلين عن العمل في كل أنحاء العالم من جيل الشباب، وبالتالي يعانون من الفقر والحاجة والحرمان، وتخلف أوضاعهم الصحية، و عجزهم عن تحمل مسؤولية اُسرهم. كما تفيد نفس الاحصاءات العلمية أنّ للبطالة آثارها السيّّئة على الصحة النفسية، كما لها آثارها على الصحة الجسدية.ولست أدرى من أين أبدا؟! وهل تطاوعني الكلمات؟ فان الكلمات تتصاغر والعبارات تتضاءل ولكنني سأحاول قدرًاً استطاعتي وعسى ان اوفق فقد قال تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين).

مشكلة الدراسة

تسعى كثير من الدول فى عالمنا المعاصر الى دراسة البطالة وتحليل اسبابها ونتائجها فى مجتمعاتنا بشكل مستمر ودؤوب.
تحاول الكثير من الدول تحديد اعداد العاطلين عن العمل ونسبهما مقارنة بقوة العمل من اجمالي تعداد السكان.
تعد قضيةالبطالة، المتمثلة بعدم وجود فرص عمل تتناسب من حيث الحجم والنوع مع القوى العاملة المحلية.
من اهم الموضوعات التى اخذت تشغل السياسيين واصحاب القرار فى الوقت الراهن ، اذا اهتم هؤلاء بالعمل على وضع الخطط والبرامج المدروسة لخفض نسب البطاله وتقليصها فى مجتمعاتهم.
فشل برامج التنمية في العناية بالجانب الاجتماعي بالقدر المناسب، وتراجع الاداء الاقتصادي، وتراجع قدرة القوانين المحفزة على الاستثمار في توليد فرص عمل بالقدر الكافي، وتراجع دور الدولة في ايجاد فرص عمل في مؤسسات الدولة والمرافق العامة، وانسحابها تدريجيا من ميدان الانتاج.
الحروب التي خاضتها الدول خلال العقود الثلاثة المنصرمة، والحصار الاقتصادي الدولي الشامل على بعض البلدان (2003-1991) وتدني مستوى الانتاج والتنمية الى ادنى مستوى، وتوجيه الدخل القومي نحو متطلبات الحروب.
عدد الوظائف لا تتناسب ومعدلات النمو السكانية التي تميل إلى الارتفاع في الدول النامية.
الفساد المالي والاداري الذي يعم كل مؤسسات الدولة واستمرار اعمال النهب والسرقة للمال العام وتهريب النفط، وما تتطلبه ظروف توفير الامن في البلاد.

اهمية الدراسه

أهميه عملية:

تتناول تقييم الحاجات الإرشادية للعاطلين عن العمل، الأمر الذي سيساعد المختصين في الإرشاد النفسي والمهني وصُّناع القرار والمعنيين على تخطيط وتنفيذ برامج إرشادية واقعية ترتكز على حاجات ومعاناة العاطلين عن العمل كما هي على أرض الواقع.
تعتمد على أداه خاصة طوِّرت خصيصا لتقييم الحاجات الإرشادية للعاطلين عن العمل والتي يمكن الاستفادة منها في دراسات مستقبلية على هذه الفئة الهامة من فئات المجتمع.

أهميه علميا:

وضع اى برامج وخطط مستقبلية لمواجهة مشكلة البطالة يكون عديم الجدوى اذا لم يكن هناك تبلورعلمي ودقيق لمفهوم البطالة ومدى حجمها .
ارتباطها وتاثيرها فى البناء الاجتماعي للمجتمع والمتمثل بالجوانب التالية : الامنية والاجتماعية والصحية والاقتصادية ، وتتجسد هذه الاهمية بشكل اساسي من خلال المعلومات والبيانات الواردة فى الجزء الخاص بالاطار النظري لهذه الدراسة .
التعرف على مدي تقدم اقتصاد الدوله من دوله الي دوله اخرى

اهداف الدراسة

1- تحديد الآثار المترتبة على بطالة المتعلمين وما تحدثه هذه الظاهرة من الاغتراب والمشاركة الاجتماعية فى  اضطراب العلاقات الاجتماعية والمظاهر الانحرافية والتى تضمن الانحراف والجريمة والإدمان- التطرف الدينـي المشكلات الأسرية .
2- تحديد كيفية مواجهة آثار بطالة المتعلمين والوصول إلى مؤشرات تفيد فى التخطيط واستثمار الموارد البشرية والتى تلعب دورا هاما فى تحقيق التنمية المحلية .
3- الكشف عن تأثير البطالة على الشباب.
4- عن تصنيف القوى العاملة فى المنطقة وفقا للمستويات التعليمية .
5- الآثار الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والصحية المترتبة على البطالة  .
6- الكشف عن الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المؤدية لبطالة الشباب  .
7- طرق العلاج الامثل لمشكلة البطاله من جميع النواحي المجتمع والفرد والأسرة.
8- التعرف علي انواع البطاله الي قد يواجها المجتمع من تحديات وعقبات .
9- التعرف علي البطاله من المفهوم الاقتصادي وايضاً البطاله بالمفهوم الشامل .

المبحث الاول: ماهية البطالة

يسعى العديدُ من الأفراد في المجتمعل للحصول على عملٍ في مجالٍ ما؛ سواءً أكان مرتبطا في دراستهم، أو عن طريق الأعمال المهنية العامّة، ولكن يعاني الكثير منهم في صعوبات لإيجادل الاعمال المناسبه لهم؛ بسبب عدم توافر الفرص الوظيفيّة المُتاحة دائماً، أو لعدمل توافق الموهلات والخبرات الخاصّة بهم مع الأعمال المطروحة في سوق العمل، ممّا يُؤدّي إلى تأخّرهم في الحصول على العمل، وقد يتوق ف بعضهم عن البحث على وظيفةٍ مُناسبة، وينتجُ عن ذلك زيادة  في نسبةٍ عدد العاطلين عن العمل، وُيطلقُ على هذه النّسبة مُسمّى البطالة، والتي يتمُّ جمعُ العديد من الإحصاءات السنويّة حولها؛ لأنّها تُعتبرُ جُزءاً من المُعدّلات الاقتصاديّة العامّة لأيّ دولةٍ من دول العالم .[1]

المطلب الاول:مفهوم البطاله:

مفهوم القتصادي للبطاله

التوقف عن العمل او عدم توافر العمل لشخص قادر عليه وراغب فيه، وهو ما يطلق عليه مصطلح العاطل.. وهناك شرطان اساسيان يجتمعان معا لتعريف العاطل :

أ- ان تكون قادرا على العمل.
ب- ان تبحث عن فرصة عمل، يقابله الحصول على مستوى الاجر السائد، لكن دون جدوى... كما ينطبق هذان الشرطان على العاطلين الذين يدخلون سوق العمل لأول مرة، وعلى العاطلين الذين سبق لهم العمل، واضطروا لتركه لأي سبب من الاسباب.
و هكذا نستنتج أنه ليس كل من لا يعمل عاطلا، و في الوقت نفسه ليس كل من يبحث عن عمل يعد ضمن دائرة  عاما 64 و 15العاطلين. فحسب الاحصاءات الرسمية فإن العاطل عن العمل يجب أن يكون عمره يتراوح ما بين و أن يتوفر فيه شرطان أساسيان، و هما :

 أن يكون قادرا على العمل •

 أن يبحث عن فرصة للعمل •

كما يجمع الاقتصاديون و الخبراء، وحسب توصيات منظمة العمل الدولية على تعريف العاطل بأنه " كل من هو قادر على العمل، و راغب فيه، و يبحث عنه، و يقبله عند مستوى الأجر السائد، و لكن دون جدوى".

المطلب الثاني: تعريف البطاله:

 ُتعرفُ البطالة (Unemployment): بأّنها عبارة عن تعبيرٍ يُطلقُ على الأفراد الذين يعيشون بلا عمل؛ أيّالمُتعطّلون عن العمل. وُتعرفُ البطالة أيضاً بأنّها حالة  يُوصفُ بها الشخص الذي لا يجدُ عملاً مع مُحاولته الدّائمة في البحث عن عمل. ومن الّتعريفات الأُخرى للبطالة أّنها وجودُ أفرادٍ في المُجتمعل قادرين على العمل وسلكوا طُرقاً كثيرةً للبحثل عن وظيفةٍ ما ولكّنهم لم يحصلوا على فُرصةٍ مناسبة لهم.
تعدُّ البطالة من القضايا التي تُؤث ر على المجتمع بشكلٍ سلبيّ؛ لأّنها تنتشرُ بين فئاتل الشّباب القادرين على العمل، لذلك لا تُستخدَمُ مُطلقاً مع الكبار في السنّ، أو الأطفال، أو الأفراد الذين يُعانون من أمراضٍ عقليّة وذهنيّة، أو حاجاتٍ جسديّة  . خاصّة تمنعهم من القيام بأيّ نوعٍ من أنواع الأعمال، والتي تُشك لعوائقَ لهم؛ فهؤلاء يُصنّفون خارج القوى العاملة للدّولة.[2]

 المطلب الثالث: انواع البطاله:

 هناك عدة أنواع للبطالة خاصة تلك التي عرفتها البلدان الرأسمالية و التي نذكر منها :[3]
  •  البطالة الدورية
  •  البطالة الاحتكاكية
  •  البطالة الهيكلية
1)    البطالة الدورية

تنتاب النشاط الاقتصادي بجميع متغيراته في الاقتصاديات الرأسمالية فترات صعود و هبوط و Business التي يتراوح مداها الزمني بين ثلاث و عشر سنين و التي يطلق عليها مصطلح الدورة الاقتصادية  و التي لها خاصية التكرار و الدورية. و تنقسم الدورة الاقتصادية بصورة عامة على مرحلتين : مرحلة Cycle ، و التي من مميزاتها الأساسية اتجاه التوظف نحو التزايد، إلى أن تصل إلى Expansionالرواج أو التوسع  أو قمة الرواج، و التي تعتبر نقطة تحول ثم يتجه بعد ذلك النشاط الاقتصادي نحو الهبوط بما Peakنقطة الذروة . و تبعا لدورية النشاط الاقتصادي، فإن Recession في ذلك التوظف، وتسمى هذه المرحلة بمرحلة الانكماش البطالة المصاحبة لذلك تسمى بالبطالة الدورية.

 2) البطالة الاحتكاكية

تعرف البطالة الاحتكاكية Frictional Unemployment ، على أنها تلك البطالة التي تحدث بسبب التنقلات المستمرة للعاملين بين المناطق و المهن المختلفة، و التي تنشأ بسبب نقص المعلومات لدى الباحثين عن العمل، و لدى أصحاب الأعمال اللذين تتوافر لديهم فرص العمل. و بالتالي فإن إنشاء مركز للمعلومات الخاصة بفرص التوظف من شأنه أن يقلل من مدة البحث عن العمل، و يتيح للأفراد الباحثين عن العمل فرصة الاختيار بين الامكانيات المتاحة بسرعة و كفاءة أكثر.

 3) البطالة الهيكلية

يقصد بالبطالة الهيكلية Unemployment Structural ، ذلك النوع من التعطل الذي يصيب جانبا من قوة العمل بسبب تغيرات هيكلية تحدث في الاقتصاد الوطني، و التي تؤدي إلى إيجاد حالة من عدم التوافق بين فرص التوظف المتاحة و مؤهلات و خبرات العمال المتعطلين الراغبين في العمل و الباحثين عنه. فهذا النوع من البطالة يمكن أن يحدث نتيجة لانخفاض الطلب عن نوعيات معينة من العمالة، بسبب الكساد الذي لحق بالصناعات التي كانوا يعملون بها، وظهور طلب على نوعيات معينة من المهارات التي تلزم لانتاج سلع معينة لصناعات تزدهر. فالبطالة التي تنجم في هذه الحالة تكون بسبب تغيرات هيكلية طرأت على الطلب.
كما يمكن للتكنولوجيا أن تؤدي إلى بطالة هيكلية. حيث من النتائج المباشرة للتطور التكنولوجي تسريح العمال و بأعداد كبيرة مما يطرهم للسفر إلى أماكن أخرى بعيدة بحثا عن العمل أو إعادة التدريب لكسب مهارات جديدة. بالاضافة للأسباب السابقة يمكن أن تحدث بطالة بسبب تغير محسوس في قوة العمل و الناتج أساسا عن النمو الديمغرافي و ما ينجم عنه من دخول الشباب و بأعداد كبيرة إلى سوق العمل و ما يترتب عنه من عدم توافق بين مؤهلاتهم و خبراتهم من ناحية، و ما تتطلبه الوظائف المتاحة في السوق من ناحية أخرى.

بالاضافة إلى الأنواع السابقة الذكر للبطالة، هناك تصنيفات أخرى للبطالة مثل :

البطالة السافرة و البطالة المقنعة

يقصد بالبطالة السافرة، حالة التعطل الظاهر التي يعاني منها جزء من قوة العمل المتاحة و التي يمكن أن تكون احتكاكية أو هيكلية أو دورية. و مدتها الزمنية قد تطول أو تقصر بحسب طبيعة نوع البطالة و ظروف الاقتصاد الوطني. و آثارها تكون أقل حدة في الدول المتقدمة منها في الدول النامية. حيث العاطل عن العمل في الدول المتقدمة يحصل على إعانة بطالة و إعانات حكومية أخرى ، في حين تنعدم كل هذه المساعدات بالنسبة  للعاطل في الدول النامية.[4]
أما البطالة المقنعة Disguised Unemployment: فهي تمثل تلك الحالة التي يتكدس فيها عدد كبير من العمال بشكل يفوق الحاجة الفعلية للعمل، أي وجود عمالة ةائدة و التي لا يؤثر سحبها من دائرة الانتاج على حجم الانتاج، و بالتالي فهي عبارة عن عمالة غير منتجة.[5]

البطالة الاختيارية و البطالة الاجبارية

تشير البطالة الاختيارية Voluntary Unemployment: إلى الحالة التي يتعطل فيها العامل بمحض إرادته و ذلك عن طريق تقديم استقالته عن العمل الذي كان يعمل به. إما لعزوفه عن العمل أو لأنه يبحث عن عمل أفضل يوفر له أجرا أعلى و ظروف عمل أحسن، إلى غير ذلك من الأسباب. في كل هذه الحالات قرار التعطل اختياري.
أما في حالة إرغام العامل على التعطل رغم أنه راغب في العمل و قادر عليه و قابل لمستوى الأجر السائد، فهذه الحالة نكون أمام بطالة اجبارية و مثال على ذلك تسريح العمال كالطرد بشكل قسري...و هذا النوع من البطالة يسود بشكل واضح في مراحل الكساد. كما أن البطالة الاجبارية يمكن تأخذ شكل البطالة الاحتكاكية أو الهيكلية.

البطالة الموسمية

وهذه البطالة غالباً ما تظهر في الأنشطة الإقتصادية الموسمية التي يقتصر الإنتاج فيها خلال فصل معين من السنة ،كما هو الحال في القطاع الزراعي وكذلك في بعض الصناعات ففي فصل الشتاء مثلاً غالباً ما يتعطل  .الفلاحين وعمال الصناعات الاستهلاكية الموسمية.[6]

المبحث الثاني : مشاكل البطالة

من المشاكل المصاحبه للبطاله علي مستوي الفرد واقتصاد الدوله مايأتي:1
  •  تُدمر البطالة الفرد مالياً ونفسياً.
  • تُؤدي البطالة طويلة الأمد إلى حدوث البطالة الهيكلية؛ أيّ خفض مهارات العمال الوظيفية، وعدم تناسبها مع متطلبات الوظائف الجديدة المتاحة.
  • تقود البطالة لعواقب اقتصادية ضارة في حال ارتفع معدلها لما يزيد عن 6-5 % ، لأنها تسبب ضعفاً في الإنفاق الاستهلاكي؛ أي أن العاملين ينفقون بشكل أقل من المعتاد، وبهذا يفقد الاقتصاد أحد محركاته الرئيسية للنمو.
  • تُسبب البطالة الركود أو الكساد الوطني في حال استمرت معدلاتها بالارتفاع، ويرجع ذلك لانخفاض إنفاق المستهلكين العاطلين عن العمل، مما يقلل من إيرادات الأعمال، ويجبر الشركات على خفض المزيد من الرواتب للحد من التكاليف.
حيث تتفاوت معدلات البطالة، خاصة في البلدان النامية، ويأتي العراق في مقدمة دول الشرق الاوسط بنسبة بطالة تقدر ب 59% من حجم قوة العمل و 31% بطالة مؤقته ونحو 43% بطالة مقنعه وتقدر نسبة النساء العاطلات بنسبة 85% من قوة عمل النساء فى العراق.

 المطلوب الاول: العوامل المؤثره علي البطاله:

 اولاً: فشل برامج التنمية في العناية بالجانب الاجتماعي بالقدر المناسب، وتراجع الاداء الاقتصادي، وتراجع قدرة القوانين المحفزة على الاستثمار في توليد فرص عمل بالقدر الكافي، وتراجع دور الدولة في ايجاد فرص عمل في مؤسسات الدولة والمرافق العامة، وانسحابها تدريجيا من ميدان الانتاج.
ثانياً: الحروب التي خاضتها الدول خلال العقود الثلاثة المنصرمة، والحصار الاقتصادي الدولي الشامل على  بعض البلدان(2003-1991) وتدني مستوى الانتاج والتنمية الى ادنى مستوى، وتوجيه الدخل القومي نحو  متطلبات الحروب.
ثالثاً: تدمير ونهب وحرق مؤسسات الدولة والمال العام، وما تبع ذلك من اعمال التخريب والارهاب وتوقف تام للانتاج، وانخفاض كبير في صادرات النفط والضرائب.
رابعاً: الفساد المالي والاداري الذي يعم كل مؤسسات الدولة واستمرار اعمال النهب والسرقة للمال العام وتهريب النفط، وما تتطلبه ظروف توفير الامن في البلاد.
خامساً: السياسات الاقتصادية؛ ففي بعض الدول يتم الاعتماد بشكلٍ كبير على الاستيراد، بدلاً من صناعة المنتجات محلياً وبالتالي توفير فرص عمل جديدة، إضافةً إلى اتّباع الدول المتقدّمة أو الرأسماليّة لسياسة تخفيض النفقات والاستثمارات العامّة "التقشّف" بشكلٍ دوريٍ، ما يؤدّي إلى توقف الكثير من فرص العمل، كما أن سعي الدول الرأسمالية إلى تحويل وجهة استثماراتها إلى الدول الفقيرة، للاستفادة من العمالة الرخيصة؛ أدّى أيضاً إلى فقدان عمالتها المحلية لهذه الفرص.
سادساً: ارتفاع معدلات النمو السكاني، بالتزامن مع غياب استرتيجية لتوفير فرص عمل جديدة، لأعداد السكان المُتزايدة.
 سابعاً: الحروب والصراعات العسكرية؛ التي تحرم الأفراد من حرية ممارسة أعمالهم الموجودة أصلاً، أو تدمر أماكن عملهم، وتوقف جميع مناحي الحياة.
ثامناً: استغلال أرباب العمل للعمال؛ كفرض ساعات عمل إضافية بأجر ةهيد، أو تكليف العاملين بمهام إضافية خلال ساعات العمل.
تاسعاً: نقص مصادر التمويل لإنعاش وتمويل المشاريع الاقتصادية، وهذا راجع لضعف أداء الجهاة الإنتاجي وضالة الادخار لمختلف الأعوان الاقتصاديين بسبب انخفاض القدرة الشرائية للعائلات، وكذلك بسبب نظام الفوائد المطبقة في البنوك غير الإسلامية والذي لا يشجع على الادخار لأسباب عقائدية تجنبا لكل أنواع الربا، بالإضافة إلى عدم مرونة التعاملات البنكية في بعض الأحيان. وتجدر الإشارة إلى أن من بين أهداف التمويل المحدد من طرف « FMI » في الجزائر لفترة تطبيق برنامج التعديل الهيكلي (98/95).
عاشراً: عدد الوظائف لا تتناسب ومعدلات النمو السكانية التي تميل إلى الارتفاع في الدول النامية، فقد أدت الزيادة السكانية إلى تزايد العروض من طالبي العمل في سوق العمل الجزائرية، ونظرا لارتباط القضية السكانية بعوامل متباينة يصعب السيطرة عليها لذا اعتبرت من ضمن العوامل الخارجة عن سيطرة الدولة.
احد عشر: باعتبار أن عددا كبيرا من الدول النامية تعتمد في صادراتها الخارجية عن المحروقات التي تشكل الجزء الأكبر منها، وبالتالي فإن إيراداتها من العملة الصعبة مرتبطة بشكل أساسي بعائداتها.
اثناي عشر: تخفيض سعر صرف الدولار الأمريكي في مواجهة العملات الأخرى، الشيء الذي ترتب عليه إضعاف القوة الشرائية للموارد المتاحة من العملات الأجنبية، لأن الجزء الأكبر منها في شكل دولار، وبالتالي تقييد قدرتها على الاستيراد بتلك العملات.وما سيتبعه هذا من انكماش في دعم الواردات من السلع الاستهلاكية أو الإنتاجية.
 وبتعبير آخر تبقى المدفوعات بالدولار كما هي مقابل أحجام متناقصة من الواردات، وأي انخفاض في الكميات المستوردة له تأثير سلبي على حجم الإنتاج والعمالة في المؤسسات التي تستورد مستلزمات إنتاجها من الخارج.

المطلوب الثاني :اثر البطاله علي الفرد والمجتمع:

تمثل البطالة أحد التحديات الكبرى التي تواجه البلدان العربية لآثارها الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة، ومنذ سنوات والتحذيرات تخرج من هنا وهناك، تدق ناقوس الخطر من العواقب السلبية لهذه المشكلة على الأمن القومي العربي، ومع ذلك فإن معدلات البطالة تتزايد يومًا بعد يوم.

 حيث تتمثل أثار البطالة على الفرد والمجتمع في النقاط  التاليه:2

1-  الجانب الأمني :

تؤدي البطالة إلى انخفاض أواصر الروابط التي يحملها الناس تجاه المؤسسات الرسمية والأنظمة والقيم الاجتماعية السائدة في المجتمع ، كما أنها تحد من فعالية سلطة الأسرة بحيث لا تستطيع أن تقوم أو تمارس دورها في عملية الضبط الاجتماعي لأطفالها ، ومن ثم يترتب على انخفاض أواصر الروابط التي يحملها الناس وعلى محدودية أو ضعف سلطة الأسرة قابلية الأطفال والشباب واستعدادهم للجنوح ؛ وذلك لسهولة وقوعهم تحت تأثير القيم السائدة وسيطرتها لدى مجموعة الرفاق (الزملاء) في الحي / الأحياء.

2-  جانب الصحة النفسية :

تؤدي حالة البطالة عند الفرد إلى التعرض لكثير من مظاهر عدم التوافق النفسي والاجتماعي ، إضافة إلى أن كثيرًا من العاطلين عن العمل يتصفون بحالات من الاضطرابات النفسية والشخصية ، فمثلاً يتسم كثير من العاطلين بعدم السعادة وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة مما يؤدي إلى اعتلال في الصحة النفسية لديهم ويعد أهم مظاهر الاعتلال النفسي التي قد يصاب بها العاطلون عن العمل.

أ‌) الاكتئاب :
تظهر حالة الاكتئاب بنسب أكبر لدى العاطلين عن العمل مقارنة بأولئك ممن يلتزمون أداء أعمال ثابتة وتتفاقم حالة الاكتئاب باستمرار وجود حالة البطالة عند الفرد مما يؤدي إلى الانعزالية والانسحاب نحو الذات.
ب‌) تدني اعتبار الذات :
يؤصر العمل لدى الإنسان روابط الانتماء الاجتماعي مما يبعث نوعاً من الإحساس والشعور بالمسؤولية ويرتبط هذا الإحساس بسعي الفرد نحو تحقيق ذاته من خلال العمل لذا فإن انتماء الفرد إلى مؤسسة أو منظمة عمل بشكل رسمي يعزة ويدعم الذات لديه وعلى عكس ذلك فإن البطالة تؤدي بالفرد إلى حالة من العجز والضجر وعدم الرضا مما ينتج منه حالة من الشعور بتدني الذات أو عدم احترامها.

3-  جانب الصحة الجسمية والبدنية:

ينعكس التأثير السلبي للبطالة على الصحة النفسية للفرد بالتأثير على الصحة الجسمية أيضاً إذ أن الحالة النفسية والعزلة التي يعانيها كثير من العاطلين عن العمل تكون سبباً للإصابة بكثير من الأمراض وحالة الإعياء البدني.

4-   الآثار الناجمة عن البطالة :

البطالة مشكلة ناتجة عن مشكلات ومسببة لمشكلات أخرى – كما رأينا – عن مشكلات، فهي ناتجة تواضع الأداء التنموي والنمو الاقتصادي ، والتقدم التكنولوجي ( غير المتواةن ) ، وارتفاع الأجور والاستعانة بالأيدي العاملة غير الوطنية ، وهي ينتج بدورها مشكلات أخرى كبيرة .
وموضع الآثار الناجمة عن البطالة بات موضوعاً يشد انتباه الباحثين ويلفت نظرهم على ما يترتب عليها من أوضاع اقتصادية كانت أو اجتماعية أو ثقافية أو نفسية أو سياسية وبطبيعة الحال ، فإن هذه التأثيرات المترتبة على البطالة تتفاوت ليس فقط من حيث الزمان والمكان وكم ونوع البطالة وإنما أيضاً من حيث حدتها ودرجة إلحاحها .
على أية حال ، تشكل البطالة سبباً رئيسياً لمعظم الأمراض الاجتماعية في أي مجتمع ، كما أنها تمثل تهديداً واضحاً للاستقرار الاجتماعي والسياسي ، فالبطالة بمعناها الواسع لا تعني فقط حرمان الشخص من مصدر معيشته ، وإنما تعني أيضاً حرمانه من الشعور بجدوى وجوده.
وفي إجمال للآثار الناجمة عن البطالة يذكر أن معظم المشكلات الاجتماعية والنفسية والأخلاقية التي انتشرت في الآونة الأخيرة في بعض الدول العربية والإسلامية التي تعاني من مشكلة البطالة كانت البطالة هي العامل المشترك في خلقها واستفحال خطرها.
فإذا ما أخذنا تلك العموميات في اعتبارنا ، واتجهنا إلى بيان الآثار المحددة التي تنجم عن البطالة فسنجد أنه رغم كثرتها إلا أن الغالبية العظمى من المهتمين بهذا المجال قد أجمعت علىآثار بعينها : اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية وأمنية .
السعودية للسعوديين، حملة ذات أهداف سامية أطلقها مجموعة من الشباب السعودي تسعى إلى إعادة الحقوق لأصحابها ورفع الظلم الواقع على المواطنين من قبل الشركات، ومنع هدر الطاقات الشابة السعودية حيث يشكل الشباب 70% من عدد السكان في المملكة، ويعاني غالبيتهم من البطالة أو عدم التمتع بوظيفة محترمة ذهبت لوافد أجنبي وجدها فرصة سانحة لأن يستغل تشجيع النظام له للبقاء في البلد. فالواقع يؤكد أن لدينا أجانب بتخصصات غير نادرة وعمالة غير ماهرة تعمل في المملكة في وظائف يستطيع أغلب المواطنين القيام بها، ويتم منح هؤلاء الأجانب رواتب عالية جدا مقارنة برواتب السعوديين ممن يحملون نفس المؤهل!! مع امتياةات عديدة تشمل السكن والسيارة والتأمين الصحي وبدل التعليم وتذاكر سفر، بينما يحرم المواطن السعودي من هذه الامتيازات.
الحملة تحارب الظلم وتدعو إلى منح الشباب السعودي فرصته، في بناء وطنه وتطبيق الأنظمة واللوائح، والأوامر الملكية برعاية المواطن السعودي وتوفير الحياة الكريمة له، والسعي الجدي لسعودة الوظائف وتطبيق قانون العمل السعودي، حيث يقوم بعض المسؤولين الأجانب ورجال الأعمال السعوديون باستقدام الأجانب من جنسيات مختلفة للعمل بالسعودية، وهذا يكلف الدولة ورجل الأعمال أموالاً طائلة، ويتم منحهم رواتب عالية وامتياةات عديدة، بينما يحرم المواطن السعودي من كل هذا، ويعاني من التمييز بالرواتب والمكافآت.
شخصياً ةرت موقع الحملة الإلكتروني ووجدت فيه حقائق وآراء جميلة ومفارقات عجيبة، وأعجبت بحماس القائمين على الموقع وأهدافهم النبيلة النابعة من حس وطني صادق في إيصال رسالة هامة أن الوطن قد (غص) وامتلأ بالأجانب، وأن أبناء الوطن أصبحوا عاطلين عن العمل بسبب ذلك، ولعلي ألخلّص أهم أهداف تلك الحملة التي أتمنى أن تجد تفاعلاً وصدى من الجميع: فالحملة تهدف إلى المطالبة بتنفيذ قانون العمل السعودي حسب (المادة 3) التي تنص أن العمل حق لأي مواطن وأن لا يتم استقدام أي عمالة أجنبية إلا في التخصصات النادرة، (والواقع الحالي يقول إن أغلب الأجانب العاملين بالسعودية لا يحملون تخصصات نادرة ومعظمهم عمالة غير ماهرة).
وهدف آخر هو المطالبة بوضع حد ادنى لأجور السعوديين على أن لا يقل عن 1500 ريال وحد أعلى مفتوح، فبعض الجهات استغلت عدم وجود حد ادنى للأجور وأرغمت بعض المواطنين للعمل براتب 500-800ريال ولساعات عمل طويله.
المطالبة بأن تكون السعودة بجميع المهن وليس فقط بالمهن الدنيا، وأن يتم منح السعوديين الامتياةات التي يحصل عليها الأجانب، من راتب عال وسكن وسيارة وتأمين صحي وعدم تجديد عقود الأجانب ممن يعمل بمهنة غير نادرة وإحلال المواطن مكانه، وأن تقوم جهة مستقلة بمراقبة عمل الشركات التي تحارب السعودة وإيقاع العقوبات عليها. تلك أبرة أهداف الحملة.
و يمكن تلخيص هذه الآثار في النقاط التالية:3

1-  الآثار النفسية و الاجتماعية :

لا يوجد شيء أثقل على النفس من تجرع مرارة الحاجة والعوة المادي فهي تنال من كرامة الإنسان ومن نظرته لنفسه وعلى الخصوص عندما يكون الفرد مسئولا عن أسرة تعول عليه في تأمين احتياجاتها المعيشية، فعندما تشخص إليك أبصار الأطفال في المطالبة بمستلزمات العيش وترى في نظراتهم البريئة استفسارات كثيرة يقف المرء عاجزا لا يدري كيف يرد عليها وبأي منطق يقنعهم بقبول واقعهم المرير، كيف تشرح لهم أن رب الأسرة عاطل لا عمل لديه ولا يقدر على الاستجابة لرغباتهم والجوع كافر كما هو معروف؟. . . في عالم الأطفال هناك الصفاء والنقاء والعدالة والإحسان وليس الإجحاف وهضم الحقوق، وخصوصا عندما يتعلق ذلك بحق العيش الكريم واللقمة الشريفة دون مذلة مد اليد للآخرين.
وتؤكد الاحصاءات أ ّن هناك عشرات الملايين من العاطلين عن العمل في كل أنحاء العالم من جيل الشباب، وبالتالي يعانون من الفقر والحاجة والحرمان، وتخلف أوضاعهم الصحية، أو تأخرهم عن الزواج، وانشاء الاُسرة، أو عجزهم عن تحمل مسؤولية اُسرهم. كما تفيد الاحصاءات العلمية أنّ للبطالة آثارها السيّئة على الصحة النفسية، كما لها آثارها على الصحة الجسدية. إنّ نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل يفتقدون تقدير الذات، ويشعرون بالفشل، وأنهم أقل من غيرهم، كما وجد أن نسبة منهم يسيطر عليهم الملل، وأنّ يقظتهم العقلية والجسمية منخفضة، وأنّ البطالة تعيق عملية النمو النفسي بالنسبة للشباب الذين ما ةالوا في مرحلة النمو النفسي. كما وجد أن القلق والكآبة وعدم الاستقرار يزداد بين العاطلين، بل ويمتد هذا التأثير النفسي على حالة الزوجات، وأنّ هذه الحالات النفسية تنعكس سلبياً على العلاقة بالزوجة والأبناء، وتزايد المشاكل العائلية. وعند الأشخاص الذين يفتقدون الوازع الديني، يقدم البعض منهم على شرب الخمور و تعاطي المخدرات، بل ووجد أن 69% ممن يقدمون على الانتحار، هم من العاطلين عن العمل. و نتيجة للتوتر النفسي، تزداد نسبة الجريمة، كالقتل والاعتداء، بين هؤلاء العاطلين. بالاضافة إلى ضعف الانتماء للوطن، وكراهية المجتمع، وصولا إلى ممارسة العنف والإرهاب ضده، فضلا عما تمثله البطالة من إهدار للموارد الكبيرة التي استثمرها المجتمع في تعليم هؤلاء الشباب ورعايتهم صحياً واجتماعياً.

2-  الآثار الأمنية و السياسية :

نلاحظ أحيانا بعض الفئات العاطلة و التي يكون قد نفذ صبرها ولم تعد تؤمن بالوعود والآمال المعطاة لها و هي ترفع شعار التململ والتمرد، و مع ذلك لا يمكن لومها ولكن لا يعني ذلك تشجيعها على المس بممتلكات الوطن وأمنه، ولكن لابد أن نلتمس لهم العذر، فمقابل مرارة ظروفهم هناك شواهد لفئات منغمسة في ترف المادة، ومن الطبيعي أن ينطق لسان حالهم متسائلا أين العدالة الاجتماعية والإنصاف؟ كما أن سياسة العنف المفرط في مقابل حركة العاطلين لا تخلق إلا المزيد من العنف والاضطراب وتفاقم الأةمة . فهناك حاجة إلى التعقل وضبط الموقف والنظر إلى القضايا من منظور واسع وبعين تقصي الأسباب في محاولة لتفهم موقف الآخرين ، حيث أن مبدأ إرساء أركان الحكم الصالح والعدالة الاجتماعية تملي على الجميع تكريس حق إبداء الرأي ورفع راية المطالبات بالوسائل السلمية المشروعة، كما أنها تلزم الأطراف المعنية متمثلة بالحكومة باحترام هذه الحقوق واتساع الصدر للآراء المختلفة، لأن المواطن في نهاية المطاف لا يطالب إلا بحق العيش الكريم والحفاظ على كرامته وإنسانيته في وطنه، وهي من جوهر حقوق المواطن والتي يجب على الحكومة أن تكفلها وتحرص عليها، لا أن تتكالب عليها فتكون هي والقدر مجتمعان على المواطن المستضعف.

3-  الآثـار الاقتصـاديـة :

إحدى نتائج ظاهرة البطالة ةيادة حجم الفقر، الذي يعتبر ـ أيضًا ـ من العوامل المشجعة على الهجرة. ويقول الخبراء بأن مشكلة الهجرة إلى أوروبا تكاد تكون مشكلة اقتصادية بالأساس، فبالرغم من تعدد الأسباب المؤدية إلى هذه الظاهرة، إلا أن االدوافع الاقتصادية تأتي في مقدمة هذه الأسباب. ويتضح ذلك من التباين الكبير في المستوى الاقتصادي بين البلدان المصدرة للمهاجرين، والتى تشهد ـ غالًبا ـ افتقارًا إلى عمليات التنمية، وقلة فرص العمل، وانخفاض الأجور ومستويات المعيشة، وما يقابله من ارتفاع مستوى المعيشة، والحاجة إلى الأيدي العاملة في الدول المستقبلة للمهاجرين، حيث تقدر منظمة العمل الدولية حجم الهجرة السرية بما بين 10-15% من عدد المهاجرين في العالم.. البالغ عددهم ـ حسب التقديرات الأخيرة للأمم المتحدة ـ حوالي 180 مليون شخص.
أما فيما يتعلق بالآثار الاقتصادية للبطالة على المستوى الكلي فالكل يعرف أن أهم مؤشر في اتجاهات الطلب على العمل هو نموّ الانتاج، و بالتالي فإن تباطؤ النموّ الاقتصادي يعني ارتفاعا في معدّلات البطالة. و هكذا فإن الوضع في المنطقة العربية بصورة عامة و منذ التسعينات تلخص في ضعف أداء الانتاج مقارنة بنمو سريع في القوة العاملة. كما تبين الاحصائيات أن النمو في القوة العاملة قد فاق الزيادة التي طرأت على فرص التوظيف في المنطقة العربية.

المبحث الثالث: كيف يمكن مواجهة مشكلة البطالة

يمكن القول أن الطرق التي تتمثل في مواجهة مشكلة البطالة كمايلي :1

1-  زياده فى الاستثمار الداخلي والخارجى واصحاب رؤوس المال الكبيره فى الدول وةياده فى الاقتصاد الناتج عن بعض الدول وذلك لتوفير الكثير من فرص العمل للعاطلين والذين يشتكون من مشكله البطاله.
2-  محاولة تخفيض تكاليف انشاء المشاريع الاستثمارية الكبري مما يسمح بتوفير المال الذي يمكن استغلالة في تشغيل عمالة اضافية.
3-  يجب عدم المساواه بين المتعلم وغير المتعلم ووضع القوانين التى تساعد الدوله على التحكم فى هذا وتوفير فرص عمل لكل من المتعلمين وغير المتعلمين وكل نوع حسب خبرته ومستوى تعليمه.
4-  يجب على الحكومه خلق توازن لنظامها للحد من زياده نسبه البطاله.
5-  ضرورة انتهاج سياسة اقتصادية تهدف إلـى رفـع معدلات النمو الاقتصادي. و خفض تكلفة العمل الذي يرتبط أساسا بتكاليف الإنتاج، حيث تشكل الأجور الجانب الأساسي منها. مع تعديل ظروف سوق العمل بإلغاء قوانين الحد الأدنى للأجور وتعديل نظام إعانات البطالة والضمان الاجتماعي بالشكل الذي يجعل المداخيل التعويضية متواةنة مـع الحاجة إلى تحفيز ميول العمال نحو العمل.
6-  إلزامية التوسع في سياسة التدريب للعاطلين لتنمية مؤهلاتهم ومهاراتهم بما يتلاءم ومتطلبات أسواق العمـل والتكنولوجيات الحديثة. تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومشاريع القطاع غيرالرسمي وتذليل العقبات التـي تواجههـا لضمان وصولها إلى الأسواق الوطنية والعالمية مثل: تسهيل حصولها على الائتمان، نقل التكنولوجيات الحديثة إليها وتوفير المعلومات التي تحتاجها لاداء مهامها، الامتياةات الضريبية... الخ.
7-  تشجيع التقاعد المبكر لتوفير فرص عمل جديدة خلفا للذين أحيلوا إلى التقاعد.
8-  تطوير نظام المعلومات المتعلقة بأسواق العمل في الإستثمار، وتداولها بأقل تكلفة ممكنة، لتمكيـن طالبـي العمـل والعارضين له من الالتقاء في أسرع وقت بالنظر إلى حاجة المستثمر ومؤهلات العمال.
9-  تأهيل الخريجين من الشباب حول حاجة سوق العمل للتخصصات المختلفة، وتأهيلهم بما يتطلبه سوق العمل وتوجيههم إلى التخصصات المهنية التي يعزف عنها الكثير من الشباب.
10- تنظيم عملية استخدام العمالة الوافدة وتوفير فرص العمل للسكان المحليين. تنشيط المناخ الاقتصادي وتطوير أساليب وطرق العمل التي توفر فرص عمل جديدة.
11- قامة المشاريع التي تحتاج إلى أيدي عاملة، وعدم استخدام الآلات، والتي تاخذ مكان عمل الكثير من الأيدي العاملة وتؤدي إلى تسريحهم. عمل الدراسات الاستراتيجية وإنشاء المراكز المتخصصة التي تنظم فرص العمل داخل المجتمع.
12- التعاون فيما بين القطاع العام والقطاع الخاص في محاولة توفير فرص العمل المختلفة.
13-  دعم عملية التعليم المستمر للقوى العاملة، وبخاصة لمن هم دون الشهادة الثانوية.
ويظل الاقتراح الذي ينادي بفكرة تقسيم الأعمال أكثرها انتشارا، حيث يتم بموجبها توةيع حجم العمل على عدد أكبر من العمال مما يؤدي إلى: احتفاظ العمال المشتغلين فعلا بوظائفهم، وإتاحة فرص تشغيل إضافية جديدة. وذلك من خلال تخفيض ساعات العمل والأجور، فبدل أن يعمل العمال خمسة أيام في الأسبوع، فانه سيخفض أسبوع العمل إلى أربعة أيام مقابل خفض الأجور وبالتالي يمكن تقاسـم الأعمال المتاحة لمزيد من العمال.2

ملخص البحث

يمكن القول بأن البطالة هي بقاء الفرد بلا عمل وعجزه عن الكسب بغض النظر عن أسباب ذلك ،كما أن البطالة تاريخيا تحكمت فيها ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية، وبالنظر إلى ما ذكر من أرقام فلا مجال للشك في أن البطالة قد تجاوةت الخطوط الحمراء خاصة في الوطن العربي ،فللبطالة انعكاساتها على المجتمعات ماديا ومعنويا وعلى جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ، مما يتوجب على الجميع أفرادا وحكومات الإسراع إلى تدارك المشكلة واحتوائها عن طريق إيجاد علاج مناسب لها للنهوض بالمجتمع ومؤسساته المختلفة.
وعلى الرغم من كثرة التحديات الشرسة التى تهدد امتنا العربية وتنذر بتعرضها لاوخى العواقب إلا ان هناك تحديا خطيرا هو الأكثر شراسة وضراوة بين كل هذه التحديات يهدد الامة العربية فى مستقبلها والإنسان العربي فى صميم حياتها إلا وهو شبح البطالة الذى بات يخيم على هذه البقعة من الأرض حتى أوشك أن يصيبها فى مقتل ، وعلى الرغم من اننا ندرك المشكلة وأسبابها ومسبباتها ومدى انعكاسها على الواقع الاقتصادي والاجتماعي فى الحاضر والمستقبل ، الا ان ذلك لا ينفي وجودها ولا يقلل من شانها او يخفف من خطورتها بل على العكس من ذلك يزيد من أهميتها لان الخطر الذى يداهم المجتمع دون إحساس او شعور به او دون تقدير لحجمه وفاعليته يكون بمثابة القنبلة الموقوتة التى قد تنفجر بين لحظة وأخرى ، ومن الإنصاف ان نذكر ببعض مظاهر الاهتمام الذى ظهر مؤخرا والذى يتعلق بهذه المشكلة كصدى للصرخات المدوية التى انطلقت بهذا الشأن حيث تحركت الدولة والمؤسسات ورجال الأعمال والشركات التصدي لهذه المشكلة والعمل على إتاحة فرص عمل لأقصى طاقة ممكنة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من طالبي الوظائف وفرص العمل .
وتمشيا مع هذا الاهتمام قامت مراكز القوى العاملة لإتاحة فرص عمل جديدة والإعلان عنها لمحاولة التقليل من ضخامة المشكلة وعلاوة على مساهمات رجال الأعمال والقطاع الخاص . ولا تنس فكرة المشروعات الصغيرة ودورها فى تشغيل الأيدي العاملة وكذلك دور القروض المتاحة لاقامة هذه المشاريع وغيرها وان كانت فاعلية كل هذه المحاولات فى مواجهة البطالة لا تزال محدودة ودون ما هو متوقع لحل مثل هذه الأةمة . وربما كان من أسباب ذلك النمو البشري السريع والزيادة الهائلة فى الأفراد وسرعة تدفق الخريجين فى كل عام بشكل لا تستطيع الحد من هذه المواجهة .
كما ينبغي ان نعلم بان الإنسان العربي سواء كان سياسيا او عالما او اقتصاديا او غير ذلك هو جوهر القضية وان يكون للصلة بين الجميع قائما فان الجوهر يتوقف على الاستراتيجية والخطة التى تضع فى اعتبارها تضافر جميع الاختصاصات والذين فى مقدورهم الإسهام فى حلها .
ان المسببات الناتجة عن انتشار البطالة ستزول تدريجيا اذا ما توافرت الخطة الفعالة ومشاركة جميع المعنيين فى تنفيذ هذه الخطة وتوفير إمكانيات التنفيذ .
صحيح اننا قد سمعنا عن أعداد وظائف الشاغرة التى وفرتها الدولة هى بالآلاف وفى مختلف التخصصات وسمعنا عن وجود فرص عمل فى القطاعين العام والخاص والجهود الضخمة التى تبذل لتوفير اكبر قدر ممكن من الوظائف للتقليل من البطالة والحد منها ، الا ان وجدت ان الواجب القومي يدعو فى ضرورة المساهمة بقدر المستطاع من جهد وإمكانيات فى حل هذه المشكلة . وذلك عن طريق التبسيط للمشكلة وتسليط الأضواء على جوانبها المختلفة وتحليل ابعادها فى الحاصر والمستقبل.
واذا كان هناك من كلمة اخيرة في هذا المجال فلا بد من الاشارة وبإختصار الى استنتاجات وتوصيات لكي يتم القضاء علي البطاله:

النتائج:

1-  تُؤدي البطالة طويلة الأمد إلى حدوث البطالة الهيكلية؛ أيّ خفض مهارات العمال الوظيفية، وعدم تناسبها مع متطلبات الوظائف الجديدة المتاحة.

2-  تُسبب البطالة الركود أو الكساد الوطني في حال استمرت معدلاتها بالارتفاع، ويرجع ذلك لانخفاض إنفاق المستهلكين العاطلين عن العمل، مما يقلل من إيرادات الأعمال، ويجبر الشركات على خفض المزيد من الرواتب للحد من التكاليف.
3-  تُدمر البطالة الفرد مالياً ونفسياً.
4-  يمكن للتكنولوجيا أن تؤدي إلى بطالة هيكلية ، حيث من النتائج المباشرة للتطور التكنولوجي تسريح  العمال و بأعداد كبيرة مما يطرهم للسفر إلى أماكن أخرى بعيدة بحثا عن العمل أو إعادة التدريب لكسب مهارات جديدة.
5-  ينعكس التأثير السلبي للبطالة على الصحة النفسية للفرد بالتأثير على الصحة الجسمية أيضاً إذ أن الحالة  النفسية والعزلة التي يعانيها كثير من العاطلين عن العمل تكون سبباً للإصابة بكثير من الأمراض وحالة الإعياء البدني.
6-  هناك علاقة بين ارتفاع نسبة البطالة والجريمة في بعض المناطق التي تبرة في المناطق التي يزداد فيها العاطلين عن العمل.
7-  زياده فى الاستثمار الداخلي والخارجى واصحاب رؤوس المال الكبيره فى الدوله وةياده فى الاقتصاد الناتج عن الدوله يؤدي الى الحد من نسبة البطاله في المجتمع.
8-  استغلال أرباب العمل للعمال؛ كفرض ساعات عمل إضافية بأجر ةهيد، أو تكليف العاملين بمهام إضافية خلال ساعات العمل.
9-  البطالة مشكلة ناتجة عن مشكلات ومسببة لمشكلات أخرى– كما رأينا –، فهي ناتجة– كما رأينا – عن مشكلات -تواضع الأداء التنموي والنمو الاقتصادي ، والتقدم التكنولوجي ( غير المتوازن ) ، وارتفاع الأجور والاستعانة بالأيدي العاملة غير الوطنية ، وهي ينتج بدورها مشكلات أخرى كبيرة مثل عدم ولاء الافراد ونتشار الجريمه ...الخ .
10- أن تطوير نظام المعلومات المتعلقة بأسواق العمل في الإستثمار، وتداولها بأقل تكلفة ممكنة، لتمكيـن طالبـي العمـل والعارضين له من الالتقاء في أسرع وقت بالنظر إلى حاجة المستثمر ومؤهلات العمال يؤدي الى خفض مستوي البطاله فى المجتمع.
11- أن إقامة المشاريع التي تحتاج إلى أيدي عاملة، وعدم استخدام الآلات، والتي تاخذ مكان عمل الكثير من الأيدي العاملة وتؤدي إلى تسريحهم يعمل علي القضاء علي البطاله.
12- أن البطالة تعد بمثابة قنابل موقوتة تهدد الاستقرار في العالم العربي، حيث يجب وضع إستراتيجية عربية شاملة تعمل علي القضاء علي البطاله نهائياً.

    التوصيات :

1-  الحد من ستخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل أجهزة الحاسوب وآلات الروبوت، التي بدورها تقوم بستبدل مهام العاملين بالآلات.
2-  دعم عملية التدريب المستمر، وبخاصة التدريب التأهيلي والاستثمار فيه.
3-  ترشيد عملية استقدام العمالة الأجنبية وذلك من خلال حصرها في مهن محددة.
4- تطوير قطاع التعليم بما يتلاءم مع التطور التكنولوجي، لإنتاج جيل قادر على تطوير الأفكار المواكبة
5-  دعم المشاريع الصغيرة وتفعيل التمويل الصغير، بالإضافة إلى إبرام اتفاقيات اقتصادية واستثمارية مع الدول المجاورة، وتشجيع الاستثمار من خلال خفض مستوى المتطلبات والشروط التي تفرضها الحكومة على المستثمرين.
6- تطوير نظام المعلومات المتعلقة بأسواق العمل في الإستثمار، وتداولها بأقل تكلفة ممكنة.
7- وضع قوانين صارمه لكل من يساهم وايساعد اويقم بأي أعمل تؤدي الي الفساد المالي او اداري كالنهب والسرقة للمال العام، وتوفير الامن الازم لذلك.
8-   خفض الضرائب، الذي من شأنه التشجيع على الإنفاق، ما يحسن من الوضع الاقتصادي العام للدولة، ويزيد من فرصة الاستثمار التي توفر فرص عمل محتملة.
9- عمل برامج التنمية للعناية بالجانب الاجتماعي بالقدر المناسب، وتقدم الاداء الاقتصادي، وايضاً القدرة القوانين المحفزة على الاستثمار في توليد فرص عمل بالقدر الكافي، لتقوم الدولة بدورها في ايجاد فرص عمل في مؤسسات الدولة والمرافق العامة، ودخولها تدريجياً في ميدان الانتاج.
10- عمل علاقات طيبه بين الدول لتجنب الحروب والصراعات العسكرية؛ التي تحرم الأفراد من حرية ممارسة أعمالهم الموجودة أصلاً، أو تدمر أماكن عملهم، ويضا لتصريف جزئ من البطاله الي تلك الدول عند الحاجه الي الايد العامله.

الخاتمة

نحمد الله سبحانه وتعالى الذى وفقنا لما قدمناه بعد المشوار الذى خضناه بين تفكر وتعقل في..(البطالة) لتقديم ما قدمناه فقد كانت رحلة ممتعه و جاهده للارتقاء بدرجات الفكر والعقل ولم يكن هذا بالجهد القليل نأمل من الله أن ينال قبولكم وان يلقى الاستحسان منكم وفي النهاية لا أملك إلا أن أقول أنني قد عرضت رأيي وأدليت بفكرتي في هذا الموضوع لعلي أكون قد وفقت في كتابته والتعبير عنه وأخيراً ما أنا إلا بشر قد أخطئ وقد أصيب فإن كنت قد أخطأت فأرجو مسامحتي وإن كنت فد أصبت فهذا كل ما أرجوه من الله عز وجل.

1 عبد الحميد بدر الدين، حل متاح لمشكلة البطالة في دول الخليج ، 2000
2  نادر فرجاني، البطالة في مصر، الأبعاد والمواجهة، مركز المشكاة للبحث،مصر ، 1999
3 د. ليلى.أ الخواجة : أسواق العمل في الدول النامية في ظل برنامج الإصلاح الاقتصادي ، مجلة مصر المعاصره ، العدد431 ، مصر ، 1993 ، ص95.
[6]    مرجع سابق فكري احمد نعمان ، دار القلم ، ط1 ، 1985 ، ص 114
[1] ↑ ،" Unemployment , "The Editors of Encyclopædia Britannica
 2016. Edited-11-Retrieved 17 Encyclopædia Britannica.
[2]  الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال 1999 الموسوعة العربية العالمية
4 جزء 459الموسوعة للنشر والتوةيع،
[3] د. رمزي زكي :الاقتصاد السياسي للبطالة  ، مطبعة الرسالة ، الكويت 1997، ص 183
[4]د/ ماهر أحمد : تقليل العمالة ، الإسكندرية ،مصر ، الدار الجامعية ، دط ، سنة 2000 ، ص353
[5] فكري  أحمد نعمان : النظرية الاقتصادية في الإسلام ، دبي ، الإمارات العربية المتحدة ، دار القلم ، ط 6  .114 ، ص 1985

0 تعليقات